وقَـدِم «الأيوبيون» أنصار السنة – كما أسماهم بعض المؤرخين – إلى اليمن «شوال 569هـ / مايو 1174م»، بِقيادة الأخ الأكبر لصلاح الدين الأيوبي، شمس الدولة توران شاه بن أيوب، وبطلب من قاسم بن غانم بن وهاس، حاكم «المخلاف السليماني – جيزان»، المهزوم حينها من قبل عبدالنبي بن علي بن مهدي ، حيث قضى توران شاه في أقل من عام على جميع الدويلات اليمنية الـمُتصارعة.
ويشير الكاتب والصحفي الكردي اليمني عزام عبد السلام علي الكردي من خلال حوار مع وكالة فرات للانباءANF الى ان الكرد الأوائل الذين هاجروا الى اليمن سواء ضمن قوات القائد صلاح الدين الايوبي او ضمن القوات العثمانية ، وصلوا الى اليمن كأفراد وليسوا كجماعات الامر الذي أدى الى عدم نشوب تصادم مع الشعب اليمني الذي يعرف بأنه شعب مضياف ، ولا يميل الى نبذ الوافدين اليه.
وبأنهم ككرد يمنيين عاشوا أجواء هادئة ومارسو حقوقهم وزرعوا اراضيهم ، بعيداً عن السلطة والوظيفة العامة ،ومارسو اعمالهم الخاصة كالتجارة والزراعة ، منذ انتهاء حكم الإماميين في ستينات القرن الماضي، وقيام الجمهورية اليمنية كدولة ديموقراطية.
والى نص الحوار:
– ماهي العوامل التي ساهمت في محافظة الكرد اليمنيين على هويتهم حتى الان ؟
سأستهل إجابتي بمثل شعبي يمني متداول يقول
” ما ينكر اصله إلا قليل الأصل “ولنعتبره مقدمة الإجابة.
اولاً : الثقافة اليمنية والموروث الأصيل ينبذون تماماً فكرة التنكر للأصل والهوية إلا من كان يعيش نوع من الأنحراف سواء أخلاقي أو فكري أو عقائدي ، أو ممن دخلوا بلاد اليمن كغزاة او مستعمرين ، ويعرف في اليمن ايضاً عن من يتنكرون لأصولهم ويغيرون هوياتهم وألقابهم أنهم من أصحاب القضايا الجنائية إما السرقة أو القتل أو من أهدرت القبيلة دمائهم بسبب الثأرات القبلية الداخلية. ونحن لم ندخل اليمن كغزاة او مستعمرين ، وكما يعلم الجميع أننا دخلنا اليمن إبان حكم الدولة الايوبية ، وبطلب من اليمنيين أنفسهم.
كما ان الايوبين بقيادة القائد صلاح الدين الأيوبي هم غنيون عن التعريف ، وتاريخهم العريق يعرفه العالم ، أما نحن كرد اليمن فلدينا مخطوطة عمرها ما يقارب 600عام مكتوبة بخط اليد باللغة العربية تحكي عن نسبنا وتاريخ عائلتنا وتحدد المناطق التي توزع فيها أجدادنا وابنائهم وبناتهم ، كما أن الحضارة التي شيدها أجدادنا لاتزال باقيةً عصيةً على الاندثار، ولاتزال قبورهم ومراقدهم حتى وقت قريب مزارات للناس يتباركون بهم كأولياء صالحين.
ثانياً : يُعرف عن الكرد قديماً وحديثاً وفائهم وصدقهم، وحرصهم الشديد على مناصرة الحق، فضلا الى ما يعرف عن الكرد بانهم يمتازون بالصلابة والجلادة ، لايقبلون الضيم ولايرضون بالمذله ويسترضون دمائهم في سبيل الحرية والكرامة .
وبأعتقادي أن خصلة الصدق والصراحة والوضوح، تربى وأعتاد عليها الكرد في أي مكان حلوا فيه، وفي أي زمان عاشوا فيه، بل انها صفة تكاد تكون موجودة في الحمض النووي لكل كردي في هذا العالم حتى لو كان يعيش في اقصى الأرض، فالكرد لايجيدون البراغماتية ولا يعرفون المكر والخداع ولا يعملون بسياسة التلون أو التقلب.
ومن منظوري أنها صفات جيدة وانا ككردي افتخر بها رغم اننا أصبحنا في زمن الأقنعة لا يقبل فيه الا من يجيد حذق التقلبات والتلون الا ما ندر وهذا النادر يرتبط بالعرق الكردي. ولكنني مؤمن أن الكرد سيستعيدون مجدهم وتاريخهم العريق ، فيما لو أتحدوا وابتعدو بأنفسهم عن الانتماءات الحزبية والمصالح الضيقة ، واستفادوا من تجارب الماضي ومواعظ التاريخ ، وراجعوا أخطاء الماضي واستفادوا من الدروس والعبر، لانني اعتقد ان زمن الصادقين والمخلصين لا محالة سياتي غدا وحينها سيعرفهم العالم وسيحققون كل أحلامهم وتطلعاتهم .
ثالثاً:الكرد الأوائل الذين هاجروا الى اليمن سواء ضمن قوات القائد صلاح الدين الايوبي او ضمن قوات الدولة العثمانية ، وصلوا الى اليمن كأفراد وليسوا كجماعات الامر الذي أدى الى عدم نشوب تصادم مع الشعب اليمني الذي يعرف بأنه شعب مضياف ، ولا يميل الى نبذ الوافدين اليه.
– خلال تاريخ اليمن القديم والحديث هل مورست بحقكم سياسات التعريب كما حصل في العراق وسوريا مثلا بحق الكرد؟
من خلال قراءة تاريخ الكرد لم تمارس سياسات ممنهجة ورسمية للتعريب في اليمن، الا في فترة قيام الدولة المتوكلية عام 1914م الى عام 1962م حيث عانى الكرد من المضايقات نتيجة عداء الدولة المتوكلية للدولة العثمانية ، والتي بدورها صنفت الكرد كأعداء طبيعيين لدولتهم.
ولكن احتكاكهم واندماجهم مع المجتمع اليمني أدى الى تطبعهم بطبيعة المجتمع اليمني ، مما يعني انهم أصبحوا جزء من المجتمع اليمني ، يعني تستطيع أن تقول تعرضوا للتعريب بشكل يختلف بأختلاف عوامل الجيوبوليتك بالمفهوم المعاصر، فالارض في اليمن ليست إرثنا التاريخي ولسنا ملاكها الاصليين ، صحيح أن أعدادنا تصل الى الالاف ونشكل ثقل فيما لو اجتمعنا ، ولكننا عبارة عن تجمعات صغيرة خاصة بنا أو ما تسمى ” قُرى الكُرد ” متفرقون في جميع المحافظات اليمنية الا أن أعدادنا المتفرقة لم تؤهلنا يوماً لنصبح جماعة ضغط تستطيع ان تنتزع حقوقا خاصة او تفرض سياسة معينة.. لكن في المجمل فالكرد في اليمن منذ قيام الثورة اليمنية ضد الحكم الامامي سواسية بموجب الدستور والقانون مع المواطن اليمني ، ولا أي موانع قانونية تسلبنا حق الانتساب بأصولنا الكرديه .
لكن بما أن مناطق تجمعنا السكاني لا تمثل مناطق سلطة أو مناطق قوة ونفوذ ، بعكس إخواننا الكرد في العراق وسوريا فهم مالكي الارض والانسان وملاكها الأصليين منذ الأف السنين وأعدادهم بالملايين يتمتعون بالقدرات والمهارات العالية ، ولديهم مناطق تمركز تمثل قوة ونفوذ، وجغرافيا متقاربة تتميز بالثروة وأرض خصبة وشعب مؤهل قادر على الانتاج بمعنى ان لديهم كل المؤهلات التي تجعل منهم دولة بالفعل. مما جعل تلك الانظمة الشوفينية تنتهج سياسة التعريب والقمع والاقصاء والفصل العنصري. وعموما استطيع القول اننا ككرد يمنيين عشنا فترة أجواء هادئة نمارس حقوقنا ونزرع ارضنا، بعيداً عن السلطة والوظيفة العامة (بحسب علمي)، ونمارس اعمالنا الخاصة كالتجارة والزراعة ، منذ انتهاء حكم الإماميين في ستينات القرن الماضي، وقيام الجمهورية اليمنية كدولة ديموقراطية. غير ان الامر اختلف مع سقوط العاصمة صنعاء اواخر العام 2014م بيد “المليشيا الحوثية” الذين قدموا إلى اليمن واحتلوها قبل البعثة النبوية، منذ ما يقارب ١٦٠٠ عام، الا انهم ظهروا بحلة جديدة ، فبعد ان كانوا يسمون انفسهم” آل حميد الدين ) اصبح اسمهم “الحوثيين” نسبة لمنطقتهم الواقعة شمالي اليمن والتي تسمى “حوث” ، وبعد سقوط صنعاء بايديهم وتحديدا في 21سبتمبر من العام ٢٠١٤م ،اصبحنا نعاني كثيرا من الاقصاء بسبب لقبنا “اكراد” بل اننا اصبحنا نعيش بمعزل عن الناس، وكثيرا طالبونا ان نتسمى باسم المنطقة التي نعيش بها، الا اننا نشمخ برؤوسنا ونرفع بها عاليا باننا كرد ونفخر بأصولنا العريقة وماضينا المجيد، ومع سيطرة “ميليشيا الحوثي” على معظم المحافظات اليمنية ، إخترنا الوقوف في “صف الشرعية ” ولأننا في بلد ديموقراطي ولو انها كانت ديمقراطية “ديكورية” كسائر ديمقراطيات الانظمة العربية، الا انها كانت موجودة شعارا، وكنا نناضل من أجل تحويلها إلى فعل حقيقي يتجسد على أرض الواقع. إذ أنه مع إعادة وحدة شطري اليمن وقيام الجمهورية اليمنية في ال22 من مايو عام 1990م،وإعلان التعددية السياسية التي كانت الحزبية قبل هذا التاريخ محرمة في شمال اليمن وشمولية بحزب وحيد في جنوب اليمن.. ترأس والدي فرع احد الأحزاب السياسية التي تختلف اختلاف شديدا مع “المليشيات “وحليفها علي عبدالله صالح، بسبب مشاركتها في الاحتجاجات الشعبية- ثورة الربيع العربي عام 2011م- التي شهدتها اليمن وادت الى اسقاط حكم صالح ونحن الكرد كجزء من ذلك الشعب المسحوق ، وما ان نجحت الثورة بحلول سياسية قضت في ان يسلم علي عبدالله صالح السلطة الى نائبه الرئيس هادي.. لكن صالح عاد لتحالف مع “المليشيات الحوثية ” بهدف الانتقام والثأر ممن يرى انهم خصوم في إسقاط حكمه. وبمساعدة المخلوع علي صالح اقتحمت “مليشيا الحوثي “العاصمة صنعاء وسلمها صالح المعسكرات وسلاح ومؤسسات الدولة، فاسقطوا الحكومة ، التي بسقوطها سقطت الدولة وبذلك استولوا على كل مقدرات البلاد ووضعوا ايديهم على كل شيء، وبدأوا بعمليات “الاختطافات لقيادات الاحزاب المعارضة وطلاب الجامعات ومسؤولي الدولة والوجهات الاجتماعية والمشيخية في البلاد، ثم كمموا افواه الصحفيين وقيدوا حرية الاعلام ، ليتسنى لهم ممارسة النهب والسلب والسرق واستباحة الممتلكات العامة والخاصة، واراقة الدماء، وكنا من بين أولئك المختطفين، بإختصار اكتوى كل الشعب بنارهم واكتوينا معهم.
– هل لديكم تواصل مع بعضكم البعض في الداخل مثلا هل لديكم جمعيات اهليه او ثقافية او تنظيمات سياسية؟
يوجد هناك نوع من التواصل الاجتماعي وكان خفيف وضعيف نوعاً ما في جيل الاباء ، إلا انه اصبح قوياً في جيلنا نحن الأبناء.. ففي مطلع العام 2014م كنت نسقت مع اهلنا في أربع محافظات: هي ريمة التي هي محافظتي ومحافظات المحويت والحديدة وعدن ، وتبادلنا بعض الزيارات ، ووضعنا مشروع لتكتل كرد اليمن ، وشرعنا بصياغة أهداف هذا التكتل ، الذي كان سيأخذ طابع منظمة مجتمع مدني تحفظ للكرد حقوقهم وتضمن تعاونهم وتكافلهم فيما بينهم، الا ان “المليشيات الحوثية” اسقطت العاصمة صنعاء21سبتمبر٢٠١٤م- كما ذكرت سابقاً- واستولت على مقر المنظمة في صنعاء، فأجهضت هذا المشروع قبل ان يولد، ونحن في طور التحضير للمؤتمر التأسيس الاول ،. تسارعت الاحداث واثر انقلاب “مليشيا الحوثي” في اليمن وغزوها المحافظات اليمنية، أندلعت الحرب بانطلاق عاصفة الحزم وللأسف فشل المشروع تماما ، بسبب النظرة الضيقة ، وغياب الرؤية المستقبلية ، واختلاف الآراء والتوجهات السياسية .
كيف ينظر اليكم اليمنيون من المكونات الاخرى ؟
نحن جميعنا كيمنيين أخوه ” كل يمني سيد نفسه “، ولدينا دستور يقول أن كل أبناء الوطن متساوون في الحقوق والواجبات ، في اليمن بحكم تأصلنا لقرون فطبيعة الصراع من أجل البقاء يحتم علينا تأثرنا0 بالعوامل السياسية والبيئية والديموغرافية من حولنا واصبحنا مواطنين يمنيين كبقية المواطنين لنا ما لهم وعلينا ما عليهم ولكن دون التنكر للأصل والهوية ، كما يوجد من الكرد اليمنيين وهم قلة من انجرف مع التيار، وذاب في المجتمع تماما فتحول مذهبيا، وفضل الحياة الهادئه ، والعيش مع العوام ، الا أن الغالبية منهم ظلوا متمسكين بهويتهم وتراثهم رغم الضريبة الباهضة التي دفعوها، ومازلوا يناضلوا ليحافظوا قدر المستطاع على هويتهم وانتمائهم وقوميتهم الكردية.
ومع التطور التكنولوجي وظهور وسائل التواصل الاجتماعي التي جعلت العالم كقرية واحدة جعلت الكرد في اليمن يتطلعون لتعلم اللغة الكردية وزيارة كوردستان ، لإحياء عاداتهم وتقاليدهم وصقل كرديتهم التي طالما أفتخروا بها، وتنظيم لقاءات للتعارف ومد جسور التأخي والتكاتف بين كل الاخوة الكرد في كل أنحاء العالم.
هل تحاولون التواصل مع الكرد في المناطق الاخرى خارج البلاد هل هم مطلعون على احوالكم مثلا؟
نعم.. ولكن بشكل فردي وبمبادرات شخصية ، وهنا سأتكلم عن تجربتي فمنذ العام 2009م اتممت الثانوية في مدينة نائية قريبة من الريف، وانتقلت الى العاصمة صنعاء لدراسة الجامعة شرعت بأنشاء صفحة على موقع التواصل الاجتماعي( فيس بوك ) وأول اصدقاء لي بحثت عن اصدقاء كرد ، نظراً لاهتمامي الشديد بمتابعة تطورات القضية الكردية في شمال العراق وتركيا وسوريا.. وهذا يعود الفضل فيه لجدي الذي كان له دور في إيقاده واشتعاله في ذاتي.
ورغم انني كنت قد التحقت بإحدى كليات الطب لدراسة الصيدلة وذلك نزولا عند رغبة والدي الذي اصر على ان ادرس الطب، بينما رغبتي كانت تذهب نحو دراسة الاعلام والصحافة لما لهذه الاخيرة من صناعة الرأي العام نحو القضية الكردية، ولكي أكون صوت اضافي الى الاصوات الكردية في الوسط اليمني، وحامل قضيتهم لإدراكي أن الاعلام هو سلاح العصر والقوة الناعمة التي تسيطر على الشعوب ، وقد عارض والدي هذا القرار لحاجة الاسرة لصيدلي يتابع أدوية المرضى ويوفرها إلا اضطريت الى دراسة الطب والاعلام معا، وهذه الاخيرة التحقت بها دون علم والدي، ولكنه بالصدفة علم بانني ادرس الاعلام بعد ستة اشهر اثناء زيارته للعاصمة ولم يصدق انني ادرس الكليتين الا بعد ان ذهب ليتأكد ان كنت بالفعل لازلت ادرس في الصيدلة ام لا، وتفاجأ عندما اكد له العميد بانني ادرس عندهم واسمي ضمن الطلاب المتفوقين.
لكنه لم يروق له الامر لأنه غير مدرك بأهمية الاعلام، الا انني عدت وذكرته بقصة حدثت حوالي عام 1988م حيث كان يعمل والدي في القطاع التجاري واثناء اندلاع الحرب بين صدام حسين والكرد في العراق كيف خسر تجارته بعزوف الناس عنه لتأثرهم بالإعلام الذي شيطن الكرد حينها وصورهم بالخونة والمتمردين وبرر وشرعن للمذابح والجرائم الذي ارتكبها صدام بحق الكرد ، إذ كان يحظى بحب الجماهير اليمنية.. وبعدها اقتنع وواصلت دراستي في الصيدلة والاعلام وتخرجت عام 2014 بالتزامن مع سيطرت “مليشيا الحوثي الانقلابية” على العاصمة صنعاء، ليخطفوني الحوثيين- كما اسلفت آنفا- وبعد خروجي من المعتقل انتقلت الى مناطق الشرعية والالتحاق بالمستشفى الميداني التابع للجيش الوطني حتى عام 2017م، فانتقلت الى مدينة مارب لالتحق بصحيفة 26سبتمبر واعود الى ممارسة عملي الصحفي الإعلامي.. وحينها كانت تدور في خاطري فكرة الخروج من اليمن والانتقال الى كردستان لكي اعمل هناك واستقر هناك..
فبدأت التواصل على مواقع التواصل الاجتماعي مع جميع أخواننا الكرد في العراق وسوريا، والذين بدورهم دلوني على قنوات فضائية كردية لأقدم مؤهلي لكي يوظفوني فيها .
للاسف- لم يتفاعل معي أحد حتى أصابتني حالة من اليأس والاحباط ، لكنني تغلبت على هذا الاحباط وعدت الى محاولات التواصل حتى وصلت إلى الدكتور- او كما يسميه الكردستانييون الحكيم- فرهاد نعسان، الذي نشر عني بوست في صفحته على الفيس بوك ، فانهالت علي طلبات الصداقة كالمطر من كل اخواننا الكرد فوجدت فيهم سلوتي ولمست فيهم روح الأخوةُ ودفئ الأهل ومن هذا ابعث لهم خالص تحياتي وعميق حبي وجزيل شكري وامتناني.
كأكراد يمنيين وتعتبرون كأقليات في هذه البلاد كيف تتابعون وتقيمون الاوضاع السياسية التي يمر بها الكرد في تركيا وسوريا والعراق وايران؟
نحن نتابع بأهتمام بالغ كل أخبار الكرد في أرجاء العالم بشكل عام وفي اجزاء كردستان الأربعة بشكل خاص ، هم منا ونحن منهم ما يصيبهم يصيبنا وما يؤلمهم يؤلمنا، نغضب لغضبهم ونحزن لحزنهم ونفرح لفرحهم ، نتألم كثيراً للأختلافات ونحزن حينما يظهر للعالم شتات قلوبهم ومعاركهم الجانبية ، نصاب بالحيرة والأحباط إذ أن جميعهم أهلنا فلا ندري من نؤيد ومن نعارض فنلجأ للصمت .
لنا مواقف معلنة في كل الأحداث التي مر بها إخواننا الكرد ولكن بشكل شخصي وأرتجالي دون أن يكون لنا جهة معينة تنظم فعالياتنا، أو منظمة ما تلم شملنا ولو حتى على مستوى الوطن الواحد ، فمثلاً في عام 2012م أثناء زيارة أحمد داود أوغلو، لليمن وكان حينها وزيراً للخارجية التركية نظمنا وقفة إحتجاجية أمام منزل رئيس الجمهورية اليمنية للمطالبة بالأفراج عن الزعيم عبدالله أوجلان .
كما أننا نساند تلك القضايا التي نرى أن نجاحها نجاح لكل الكرد في العالم كقضية استقلال كردستان ففي مثل هذه الأيام من العام 2017م كنا نعد الساعات ونحسب الأيام في إنتظار موعد الاستقلال ، حتى ان عدد من الشباب الكرد اليمنيين أندفع بكل مشاعره ، ليكتبوا مئات المنشورات حول استفتاء كردستان ودعماً للكثير من الهاشتاغات أذكر منها #استفتاء_كوردستان #ريفراندوم_كوردستان ، حتى ان كثير من الاصدقاء المؤدلجين اعتبرونا نعمل على تقسيم الأمة ومنهم من بلغ به الأمر بان يصفنا بعملاء إسرائيل .
لنا أيضاً موقفنا ضد تركيا في عدوانها الغاشم على أهلنا في عفرين والجرائم التي ارتكبوها بحقهم ، كما أننا نتابع بأهتمام بالغ ما يحدث في باكور حالياً وندون ما يحدث بصمت ولن ننسى .
كما يعلم الجميع هنالك حرب تدور الان في اليمن هل هذه الحرب اثرت على الكرد اليمنين وكيف؟
الاجابة على هذا السؤال يتطلب العودة الى الماضي ويحتاج الى مجلدات للاجابة عليه ولكن بإيجاز أستطيع أن اقول لك أننا تعرضنا للإقصاء والتهميش والحرمان من السلطة والثروة والتعليم كما تعرض له معظم أبناء اليمن وخصوصاً المناطق التي نتمركز فيها نحن الكرد وهي مناطق ذات غالبيةً سنية شافعية ، لاننا عشنا فترات حرب وتشردنا عشرات السنين ، كما يحكي لنا الاجداد ، بسبب مشاركتنا في الحروب التي خاضها الشعب اليمني ، فالحوثيون مثقلون بإرث تاريخي من أحقاد الماضي ضد كل اليمنيين بشكل عام وضد كل من يعارضهم ، ولكن بشكل خاص وبشكل اشد ضراوة ، ومنهم الايوبيين الذين بأتوا يعرفون بأكراد اليمن فقد تأثروا كثيرا من الحرب الأخيرة التي تشهدها اليمن، فالحوثية معادية تاريخيا للكرد في اليمن منذ قَـدِوم «الأيوبيون» أنصار السنة – كما أسماهم بعض المؤرخين – إلى اليمن في «شوال 569هـ / مايو 1174م»، بِقيادة الأخ الأكبر لصلاح الدين الأيوبي، شمس الدولة توران شاه بن أيوب، وبطلب من قاسم بن غانم بن وهاس، حاكم «المخلاف السليماني – جيزان»، المهزوم حينها من قبل عبدالنبي بن علي بن مهدي ، وقد قضى توران شاه في أقل من عام على جميع الدويلات اليمنية الزيدية الـمُتصارعة«بنو مهدي في زبيد – خوارج»، و«بنو زريع في عدن – إسماعلية»، و«بنو حاتم في صنعاء – إسماعلية».، وحين وصلت” مليشيا الحوثي” إلى قراهم وانتقاماً منهم للماضي شردتهم ، وقامت بالتنكيل بهم وسجنهم وتعذيبهم، لذلك وقف الكرد في اليمن في مواجهتها عسكريا وإعلاميا ، وسقط منهم العديد من الشهداء والجرحى، وهم حاليا في كل خطوط جبهات القتال يواجهون هذه “المليشيات” بكل قوتهم، وعلى الرغم من ذلك فإن سلطات الحكومة الشرعية لم تمكنهم من المواقع العسكرية والمدنية القيادية، ومازالوا في دائرة التهميش بالرغم من تضحياتهم وقدراتهم القيادية عسكريا ومدنيا.
هنالك تواجد كردي اصيل في عدد من الدول العربية ومنها مصر هل لديكم روابط مشتركة معهم هل هنالك تواصل فيما بينكم؟
لا يوجد إرتباطات أسرية ولكن يوجد تواصل وثيق بإخواننا الكرد في مصر منذ عام 2011م ولكنه في إطار التعارف حتى تشكل الاتحاد العالمي لكرد المهجر في 4 – 4 – 2017م الذي جاء تلبية لضرورة وحاجة ملحة لما تعانيه المنطقة من حالة فوضى، وهي ايجاد شكل تنظيمي يعمل على تنسيق شؤون الكرد وذلك من الناحية التنظيمية والثقافية والاجتماعية، في دول المهجر وخاصة في الشرق الأوسط وافريقيا ( لبنان – الأردن – فلسطين – اسرائيل – مصر – السودان – ليبيا – الجزائر – تونس – المملكة العربية السعودية – اليمن ). ويعمل على كافة القضايا العالقة والمشكلات التي ظهرت نتيجة المتغيرات التي تشهدها المنطقة.
وفي هذا العام تم تعييني رئيس فرع الاتحاد العالمي لكرد المهجر في اليمن ، ومن الصدف الجميلة أن هذا القرار جاء تزامنا مع تواجد إثنين من أسرتي في مصر وهما عمي وابن عمي إذ سافرا لتلقي العلاج إثر إصابتهما إصابات بلغيه بشظايا قذيفة هاون أطلقتها عليهم “مليشيا الحوثي” في إحدى المواجهات العنيفة معهم .
وقد قام رئيس الاتحاد العالمي للكرد في المهجر بتنظيم زيارة لهما إلى محل إقامتهما في القاهرة مع وفد من إخواننا الكرد المصريين ..
طبعاً مازال الاتحاد في طور التأسيس وشارفنا على إكمال التنسيق مع بقية إخواننا الكرد في بقية الدول ، وقريباً إن شاء الله سيتم إنعقاد المؤتمر التأسيسي الأول في القاهرة ليتم الاعلان عنه رسمياً ، الذي من أُولى مهامه لمّ شمل الكرد والتنسيق فيما بينهم للعودة إلى الذات، وأن يلعبوا دورهم التاريخي في حماية المنطقة من الفوضى مع أخوتهم من الشعوب الأخرى ، والعمل على التنسيق مع المؤسسات والمنظمات المدنية المتواجدة على جغرافية كردستان، بغية مدّ أواصر الأخوة بين الشعوب للتعايش المشترك فيما بينهم على أساس المحبة والتعاون والاحترام المتبادل ، حيث كان للكرد دوراً لا يُستهان به على مرّ التاريخ في الدفاع عن المنطقة ضد كافة الهجمات الخارجية، وكان لهم الدور الأبرز في التسامح والمحبة، وسكنوا الكثير من دول المهجر وجعلوها كوطنهم الثاني، وقدموا خدماتهم فيها الثقافية والفنية والسياسية والاقتصادية ، حتى اغتربوا عن ذواتهم وابتعدوا عن لغتهم وثقافتهم فتشتتوا في معظم دول العالم ولم يعودوا يُعرفون إلا من خلال ألقابهم وأسمائهم فقط .
وقد دشنت رئاسة الأتحاد بأطلاق موقع الكتروني بأسم الاتحاد العالمي لاكراد المهجرhttps://kurdias.com/
أكراد المهجر يفتخرون بفوز المغرب يتقدم الاتحاد العالمي لأكراد المهجر بالتهنئة إلى جلالة الملك محمد السادس والشعب المغربي على الفوز العظيم الذي حققه منتخب المغرب…
المزيديطل علينا عيد نوروز والشعب الكردي يحتفل به في كافة اجزاء كردستان والمهجر. نهنىء شعبنا في كل مكان بهذا العيد القومي ونتمى النصر والسعادة لهم.…
المزيدحلبجة أمُنا التي لا زالت تئن حلبجة تراجيديا شعب استنشق غاز الموت ليثبت للعالم أن زعيم دولتهم ظالم ومستبد وجيرانهم منافقين وأحفادهم لقطاء السياسات المنفعية.…
المزيد