من نحن

 

من نحن، سؤال مهم جدأً حينما نبتدأُ به عملنا. وبما أن السؤال هو أساس التطور الانساني فعندها لا بد علينا أن نطرح هذا السؤال على أنفسنا كي يعرف الآخر ذاته بنفس الوقت. ولأن السؤال “الشك”، هو بداية عمل الفكر وأساس الوعي والذي من خلاله نستطيع أن نعبر عن وجودنا. الوجود الذي لا يمكن أن نثبته من دون التفكير والأهم من دون السؤال.

طرح ديكارت مقولته الشهيرة “أنا أشك. إذاً، أنا أفكر. إذاً، أنا موجود”، والتي كانت الخطوة الأولى لمعرفة الذات والوجود والتي من دونها يبقى الانسان يعيش في دوامة البحث عن لقمة العيش فقط وينسى الهدف من الحياة التي نعيشها. ومن دون إدراك الهدف لا يمكن أن تكون للحياة أي معنى.!!

الاتحاد العالمي لكرد المهجر هو السؤال وبنفس الوقت هو الوسيلة للبحث عن الجواب والذات لإثبات الوجود ولإعطاء المعنى للحياة. إنه اتحاد يعني بتعريف الكرد الذين يعيشون في بلاد المهجر وخاصة الدول العربية ويطرح الاسئلة عن زمن توجههم إلى هذه البلاد ولماذا توجهوا وكيف توجهوا ومتى توجهوا وأين سكنوا وماذا يعملون الآن؟؟؟ اسئلة واستفسارات كثيرة تبحث عن أجوبة مقنعة. بالرغم من وجود بعض الجهود التي قام بها عدد من الباحثين والكتاب للإجابة عن تلك الأسئلة، إلا أنه ينبغي البحث أكثر.

الاتحاد، يعمل على كلمة الكرد في هذه الدول والذين أي الكرد يحملون بنفس الوقت هويتين، هوية الجذور وهي أنهم كرد وهوية المنشأ وهي الدول التي ولدوا فيها وعليها. هويتين هي محل فخر لهم وبمقدورهم أن يلعبوا دور الجسر الذي يربط بين الثقافتين الكردية – العربية. وبنفس الوقت أمامهم مهمة كبيرة في تعريف العالم بالكرد في أنهم شعب لهم تاريخ وثقافة وجغرافيا يقطنون فيها تاريخياً وعليها.

لعب التشدد الديني والتعصب القوموي دوراً سلبياً في الجمع بين الشعوب وتوحدهم على أساس التنوع، حيث عمل هذين المصطلحين على صهر وإذابة الشعوب تحت مسميات ومصطلحات ليس لها أساس من الصحة على طمس الحقيقة الكردية وكذلك الحضارة والدور الذي لعبه الكرد عبر التاريخ، وكأنهم غير موجودين.

حينما يطرح الاتحاد العالمي لكرد المهجر سؤال “من نحن”؟ فهو يعني بنفس الوقت التعريف الصحيح للتاريخ لإدراك الحاضر واستيعاب المستقبل ورسمه.

سؤال “من نحن”، مجموعة من الاشخاص والمنظمات والجمعيات الكردية من مواطني دول المهجر، ارتأينا البحث عن طريقة ووسيلة للالتقاء بين الحين والآخر لأجل التباحث حول القضايا التي تهم كرد المهجر، للتعرف على بعض البعض والنقاش حول الصعوبات والقضايا الحياتية التي يواجهونها في ظل الاغتراب.

والعمل على زيادة اهتمامات ونشاطات تعليم كرد المهجر لغتهم وثقافتهم. وذلك من خلال العمل على افتتاح مراكز تدريب وتعليم اللغة بما يتماشى والقوانين النافذة في دول المهجر. وكذلك تعريفهم بالعادات والتقاليد والفلكلور الكردي. في محاولة لمدّ جسور الحضارة والثقافة بين شعوب المنطقة والتي تجمعها قضايا وأهداف مشتركة كانت السبب وراء هجرة هؤلاء الكرد واستقرارهم كمواطنين في بلدان المهجر. ليصبح الكرد في هذه البلدان جزءاً من النسيج الاجتماعي ومتساويين بالحقوق والواجبات مع سكان هذه المناطق، حتى بات من المتعذر تمييز الكردي عن السكان الأصليين فيها.