متى دخل الكرد الى السودان

متى دخل الكرد الى السودان

الكورد في السودان…دخلوها في عهد الايوبيين ولا يزالون فيها بحسب احصائيات مختلفة فان تعداد الكورد حول العالم يقدر باكثر من 40 مليوناً، لكن بسبب التاريخ الاستعماري على المناطق التي يقطنون بها، تفتت مناطقهم على اربعة دول في المنطقة، فيما انتشر الكورد الى ابعد من تلك الجغرافيا.
’باسنيوز’، اجرت حواراً مع احد المتخصصين الحاصلين على شهادة الماجستير من جامعة النيلين السودانية حول وجود الكورد في ذلك البلد. وفي الحوار يسلط الباحث جلال جوهر الضوء على تاريخ وصول الكورد الى السودان وحياتهم وتفاصيل غير معروفة عنهم.

وصل الكورد قبل 800 عام الى السودان

وقال الباحث جوهر جلال ، إن تاريخ وصول الكورد الى السودان يعود الى ما قبل 800 عام، وكان تحديدا في عام 1172 مع حملة صلاح الدين الايوبي، الذي كان له أخ باسم توران شاه، قاد حملة على الفاطميين في مصر وهزمهم، لكن حلفاء الفاطميين وهم النوبيين وهم سكان السودان الحاليين وبعد هزيمة الفاطميين، اخذوا يثيرون المشاكل، لذلك توجه توران شاه على راس جيش كان معظمهم من الكورد ونفذوا حملة ضد النوبيين، وكانت نتيجتها سيطرتهم على السودان وانهاء المشاكل هناك، وبعدها غادر قائد الحملة توران شاه السودان لكنه خلف هناك الكثير من الاتباع من عناصر جيشه للحفاظ على استقرار الاوضاع وحتى لا يثير النوبيين المشاكل من جديد وحتى لا تقوم اية دولة اخرى باحتلال السودان، كما ونصب القائد الكوردي، زعيما على السودان من عناصر جيشه كان يدعى ابراهيم كوردي، وقد غرق هذا اثناء السباحة فيما بعد ، ومنذ ذلك الوقت بقي الكثير من افراد ذلك الجيش في السودان واقاموا فيها ولا يزالون يحملون لقب الكوردي، الا انهم اكتسبوا الكثير من صفات السكان هناك حتى لون البشرة الاسمر. واضاف جوهر ’ولدى سؤالك اي مواطن سوداني عن الكورد في بلده، سيجيبك انهم من قبيلة الكوردي، معروفون بالشجاعة والغيرة وعدم السكوت في الدفاع عن الحق، يقدرون الضيف ومتدينون’.
القائد عثمان الكوردي هزم البريطانيين

ومن الناحية السياسية، يضيف الباحث جوهر جلال ، ’في فترة الاحتلال البريطاني للسودان نشات حركة باسم المهدي ، وانتشرت في انحاء البلاد وكانت مناهضة للوجود البريطاني، تلك الحركة كان لها قائدان احدهما في شرق البلاد والآخر في غربها، قائدها في شرق السودان كان كورديا يدعى عثمان ديقنه، وكان اول قائد يتمكن من هزيمة البريطانيين في تاريخ السودان، وللآن يتم تدريس الخطة العسكرية التي طبقها القائد الكوردي عثمان ديقنه في قتاله الجيش البريطاني، بالمؤسسات العسكرية البريطانية، بعد ذلك سقط اسيرا لدى الجيش البريطاني وحكم بالسجن مدى الحياة ، وبقي سجينا لفترة 17 سنة ثم مات في السجن’. ومضى الباحث بالقول ’سأله البريطانيون اثناء محاكمته، عن سر شجاعته وخبرته العسكرية، فاخبرهم بانه كوردي واصله من مدينة تدعى ديار بكر، وهناك فقرة في كتاب الصف الثالث الابتدائي بالسودان تتحدث عن عثمان الكوردي هذا الذي توفي سنة 1517، وعدا هذا القائد هناك من وصلوا الى مراتب عالية في الجيش السوداني كالفريق علي محمد الكوردي وهو ثاني ابرز مسؤولي وزارة الدفاع ’.
ولاية كوردوفان

وتحدث الباحث جوهر جلال عن مناطق تواجد الكورد في السودان الحالي، قائلاً ’هناك ولاية كبيرة باسم ولاية كوردوفان، هناك روايات عديدة حولها احداها، ان احد الكورد جاء الى هناك من مدينة وان بشمال كوردستان واستقر فيها، وفي رواية اخرى ان كورديا بحث عن الذهب في موقع تلك الولاية واثناء ذلك سقط من على الجبل فردد السكان كوردي فان، اي مات الكوردي، وعدا ذلك هناك قرية باسم قرية الكوردي، واسماء محال عدة تحمل اسم الكوردي واسماء كوردية مثل دلشاد وكشكول وجيهان وغيرها’. وعن اعداد الكورد هناك، قال الباحث، ’ليست هناك احصائيات دقيقة لكنني اعتقد وبحسب البحث الذي اجريته ان عددهم يصل الى حوالي 100 الف حاليا معظمهم في شرق السودان، واكبر الاسر الكوردية تحمل اسم القذاريفة يراسها الحاج علي الكردي، يدير افراد تلك الاسرة ناديين رياضيين واسسوا داري سينما ايضاً’. وحول العلاقات التي تربط الكورد فيما بينهم، قال الباحث ’للاسف العلاقات ضعيفة، فاثناء بحثي عثرت على قرية تدعى كوردي في ولاية كوردوفان، واثناء اشارتي لذلك في حديثي مع استاذي في الجامعة هناك وهو كوردي ويدعى عبد الله كوردي، اخبرني بانه سوداني ولم يسمع بالقرية من قبل ، لكنه اشار الى انه كانت في السابق جامعة موجودة وتحمل اسم جامعة حاج علي الكوردي في ولاية قذاريف وكانت اهلية واجتماعية لكنها لم تعد موجودة ’. ومضى الباحث متحدثا عن وضع السودانيين من اصل كوردي بالقول ’لن تجد سودانياً من اصل كوردي فقيرا، الكثير منهم يعملون في التجارة، العطور والبخور يتاجرون بها بين السودان والبلدان العربية الاخرى وهم اصحاب اول معمل للصابون في السودان كان يدعى معمل الصابون الفابريقة الكوردي.
شعراء كورد

واضاف ’الكورد في السودان لديهم شخصيات معروفة هناك ، مثل الشاعر عبد الله حسن الكوردي الذي الف ديوانا من اكثر من 900 صفحة، تحدث في الكثير من اشعاره هاجياً زعيم الاتراك كمال اتاتورك، بسبب ظلمه الكورد، ويفتخر ايضا في عدد من قصائده بكورديته وكونه من احفاد صلاح الدين الايوبي، واطلق ذلك الشاعر على ابنته اسم ’كورديه’ ، وسمى ابنه صلاح الدين الذي بات اشهر طبيب سوداني في اختصاص العظام، وهناك شاعران كورديان آخران في السودان وهما صالح عبد سيد الكوردي، واخر باسم عبد القادر محمد الكوردي، فضلا عن دورهم في ظهور طريقة صوفية هناك ’. ويقترح الباحث جوهر جلال على حكومة اقليم كوردستان، المساهمة بانشاء مركز ثقافي في السودان لتعليم الثقافة واللغة الكوردية، لان الكورد هناك نسوا لغتهم، باستثناء اشخاص توجهوا اليها في ستينيات القرن الماضي. واضاف ’هناك شخص كان قائدا في البيشمركة اثناء ثورة ايلول في اقليم كوردستان ويعيش الان في السودان وهو ضرير وهو الآن فقير وربما كان الفقير الوحيد بين الكورد، التقيته وهو يتحدث الكوردية ’. واختتم الباحث ’اقترح على حكومة الاقليم ايضا احياء الثقافة والزي واللغة الكوردية في السودان والمساهمة في تاسيس قناة تلفزيونية بالعربية للتعريف بالكورد وهويتهم’.

مشاركة عبر :

معلومات اخرى

أكراد المهجر يفتخرون بفوز المغرب

أكراد المهجر يفتخرون بفوز المغرب   يتقدم الاتحاد العالمي لأكراد المهجر بالتهنئة إلى جلالة الملك محمد السادس والشعب المغربي على الفوز العظيم الذي حققه منتخب…

المزيد

من أعلام الكرد في السودان

من أعلام الكرد في السودان من اعلام العلماء والمشايخ الكورد خارج كوردستان امير الامراء الشيخ عثمان بن ابي بكر دقنه كانت كوردستان ومازالت مركزاً من…

المزيد

الكرد في السودان

الكرد في السودان وصل الكورد قبل 800 عام الى السودان وتحديدا في عام 1172 مع حملة صلاح الدين الايوبي، الذي كان له أخ باسم توران…

المزيد