الدور الكردي يتجدد مرة أخرى خلال القرن التاسع عشر
أولاً: الهجرة الكردية إلى مصر
كانت مصر- إضافة إلى بلاد الشام- المهجر المحبَّب إلى الكرد منذ عهد الدولة الأيوبية (1171 – 1250 م)، إذ هاجر إليها خلال تلك الفترة آلاف الأسر الكردية، وانتشروا فيها من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال، وكانوا بين حاجب، وجندي، وموظف، وعالم، وتاجر، وإقطاعي، وبرز منهم نوابغ أدّوا دوراً بارزاً في تاريخ مصر السياسي والثقافي والفني(40).
وبقي الكرد يتوافدون على مصر طوال العصور اللاحقة أيام المماليك والعثمانيين على هيئة جند وقادة عسكريين وحكام إداريين، وشهد القرن التاسع عشر أيام العهد العثماني نزوح عناصر مختلفة من الترك والأكراد والأرمن إلى مصر من بلاد الأناضول الجبلية، من مدن أرضروم وسيواس وأورفا ومرعش وعينتاب وقيصرية وملطية، وكانوا حريصين على الانتساب إلى المناطق التي نزحوا منها، فنجد أسماء الأورفلي والمرعشلي والوانلي والمورلي…ولا زالت هذه الأسماء مقرونة إلى اليوم ببعض العائلات المصرية، وإن فترة حكم محمد علي باشا شهدت زيادة ملحوظة في عدد المهاجرين الترك إلى مصر، وخصوصاً من منطقة ( قوله) موطن رأس محمد علي، وكانوا أكثر أتباعه إخلاصاً له، وأكثرهم زهواً وصلفاً.
كما وجدت في مصر عناصر كردية تمتعت بمكانة متميزة، هاجرت إلى مصر من مدن كردستان مثل أورفا ووان وديار بكر وماردين وأرضروم، وقامت بدور بارز خلال وجودهم فيها، فكان لهم دور كبير في الحياة الاجتماعية والسياسية والعسكرية، وتلقبوا بالكردي نسبة إلى مناطق نزوحهم الأصلية، وتولى بعضهم مناصب عليا في الإدارة والجيش، وإن محمد علي باشا كان يرحب بهم في مصر، واعتمد عليهم في تثبيت أركان دولته، كما خصص الأزهر الشريف رواقاً للأكراد تخرج فيه العديد من العلماء الكرد، الذين رجعوا إلى كردستان حاملين معهم العلوم الأزهرية، وساهموا في نشر الإسلام واللغة العربية..
وقد ظلت الأقليات العرقية في مصر من الأتراك والأرمن والشركس والأكراد يتمتعون بامتيازات كبيرة في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية ردحا طويلا من الزمن، وخصوصا أيام حكم محمد علي باشا وأحفاده من بعده (1800-1952م)، وكانت هذه الأقليات العرقية تشعر بأنها بدون جذور محلية من الناحية الاجتماعية، وانعكس ذلك على سلوكها الاجتماعي، فأصاب أفرادها الشعور بالاستعلاء والتكبر، فتمتعت بمكانة اجتماعية متميزة، وكان ينتابهم القلق خشية الذوبان في الأغلبية، لذا بقوا متسلطين على الأغلبية المصرية حتى زحف الأوروبيون من الفرنسيين والإنجليز إلى مصر وزاحموهم على مواقعهم البارزة، وفي نهاية المطاف انتزعوا منهم أغلب امتيازاتهم السياسية والاقتصادية والإقطاعية، ثم ظهرت بعد ذلك عناصر محلية مصرية تعلمت وتثقفت وتمكنت من السيطرة على قيادة مصر بعد ثورة يوليو عام 1952م، وانتهجت هذه القيادة نهج الإصلاح السياسي والاجتماعي والاقتصادي، فقضت على الإقطاع والملكيات الواسعة، وانتزعت الوظائف العليا من هذه الأقليات التي كان أحفاد محمد علي يعتمدون عليهم في إرساء حكمهم وتثبيت سيطرتهم، وفي نهاية المطاف ذابت هذه الأقليات العرقية في الأغلبية المصرية، ولم يبق لها من جذورها سوى الاسم العائلي، وبعض من الملامح الجسمانية التي تشير إلى أصولهم الأولى(41).
أكراد المهجر يفتخرون بفوز المغرب يتقدم الاتحاد العالمي لأكراد المهجر بالتهنئة إلى جلالة الملك محمد السادس والشعب المغربي على الفوز العظيم الذي حققه منتخب…
المزيد“كردستان” أول صحيفة كردية تصدر في مصر نتيجة للتفاعل والتواصل المصري – الكردي أصدر الأمراء البدرخانيون المهاجرون من كردستان تركيا بعد ثوراتهم العديدة إلى مصر…
المزيدالتحالفات الكردية- المصرية خلال القرن التاسع عشر أولاً: تحالف الأمير بدرخان مع إبراهيم باشا المصري استطاع أمير بوتان بدرخان بن عبدال خان الاستقلال بإمارته عن…
المزيد