الأكراد. . وتأسيس الأردن
ساهم كرد الأردن في بناء وتأسيس الأردن الحديث في شتى المجالات والأنشطة السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية، وتركوا بصمات واضحة فيها، حتى فاقت مشاركتهم بعضاً ممن هم أكثر منهم عدداً.
فكان بين المستقبلين لسمو الأمير عبد الله بن الحسين يوم قدومه إلى معان عام 1920م الضابطان الكرديان (خليل بكر ظاظا) و(نور الدين البرزنجي). وعندما قدم الأمير عبد الله إلى عمان، كان الوجيه سيدو الكردي وعلي الكردي من ضمن مستقبليه، ومعهم كذلك الزعيم رشيد المدفعي – كردي عراقي- ومن كبار قادة الثورة العربية الكبرى .
وعندما شرع الأمير عبد الله بن الحسين في تأسيس الجيش الأردني، كان من بين مؤسسي الجيش والدرك ضباط من أصل كردي أمثال الرئيس خليل بكر ظاظا والرئيس نظمي خليل بدر خان، والضابط مصطفى المللي، والزعيم رشيد المدفعي بالإضافة إلى العديد من الأكراد الذين خدموا في الجيش والدرك والشرطة برتب متنوعة طيلة عهد الإمارة الأردنية ومن ثم المملكة. وقد وصل بعضهم إلى أرفع المناصب القيادية في الجيش والدرك، فكان رشيد المدفعي مديراً للأمن العام سنة 1923م, والفريق صالح الكردي قائداً لسلاح الجو الأردني، ومساعداً للقائد العام للقوات المسلحة الأردنية 1962 – 1971 م.
وفي المجال السياسي، برزت شخصيات سياسية في عهد الإمارة الأردنية، عُدُّوا من رجالات الوطنية، أمثال سيدو الكردي, أحمد الكردي, علي الكردي, ومدحت جمعة، وأخيه سعد جمعة .
وتقلد بعض الكرد مناصب سياسية عليا في الحكومة، فكان السيد رشيد المدفعي وزيراً للداخلية والدفاع سنة 1939م. ودولة الأستاذ سعد جمعة رئيساً للوزارة الأردنية مرتين عام 1967م. والمهندس صلاح جمعة وزيراً للزراعة والتموين بين أعوام 1967 – 1979 م. والدكتور يوسف ذهني وزيراً للشؤون الاجتماعية والعمل عام 1973م، وشغل معالي سعد الدين جمعة منصب أمين عام رئاسة الوزراء الأردنية عشرات السنين، وشغل منصب وزير دولة لشؤون رئاسة الوزراء، والدكتور أشرف الكردي وزيراً الصحة، واختير عيناً في مجلس الأعيان.
وفي السلك الدبلوماسي، شغل السيد علي سيدو الكردي وزيراً مفوضاً في وزارة الخارجية، فخدم في سفارات الأردن في أنقرة ودمشق وجدة واليمن. والسيد مدحت جمعة سفيراً للأردن في أميركا وألمانيا الغربية والمغرب وبريطانيا وأسبانيا وتونس. واللواء عبد الإله الكردي سفيراً للأردن لدى ماليزيا وروسيا، والسيد مازن مدحت جمعة سفيراً لدى ماليزيا.
أما في المجال الاقتصادي، فقد برز الاقتصادي حسني سيدو الكردي الذي أسس بنك الأردن، وقدم هذا البنك خدماته المصرفية والمالية والاستثمارية، وساهم في تنشيط وبناء الاقتصاد المحلي، ولا يزال إلى اليوم يعدّ من البنوك الرائدة في خدماته المالية والمصرفية .
وفي المجال الطبي، لمع الدكتور أشرف الكردي كطبيب أعصاب متميز على المستوى المحلي والدولي، فأصبح أميناً عاماً لاتحاد أطباء العرب للعلوم العصبية 1984 – 1993م. ونائبا لرئيس اتحاد أطباء العالم للعلوم العصبية عام 1989م. وكان الطبيب الخاص للرئيس ياسر عرفات، وشغل عضواً بمجلس الأعيان الأردني، ووزيراً الصحة .
أما في المجال الثقافي، فقد ساهم كرد الأردن في الحركة الثقافية والأدبية والفكرية الأردنية، وكان على رأسهم المفكر والسياسي والأديب سعد جمعة ( رئيس الوزراء الأردني فيما بعد ). فقد دوّن عشرات المقالات الفكرية والأدبية في المجلات والصحف المحلية والعربية، وأصدر جريدة ( الحق ) عام 1947م. وأصدر كتباً فكرية تعالج الواقع العربي بعد هزيمة حزيران 1967م، مثل كتاب ” مجتمع الكراهية “, ” الله أو الدمار “, ” معركة المصير”, ” أبناء الأفاعي ” .
ووضع علي سيدو الكردي أول كتاب في أدب الرحلات في الأردن وهو كتاب ” من عمان إلى العمادية : أو رحلة في كردستان الجنوبية”. صدر عام 1934م، وأعيد طبعه عام 199م. وصنف كتيباً عن التعليمات القنصلية في السلك الدبلوماسي الأردني الذي استخدم لفترة طويلة، كما وضع ” معجم كردي- عربي ” صدر في عمان 1985م، وشغل عضواً في المجمع العلمي الكردي العراقي .
وصنّف الدكتور محمد علي الصويركي كتباً عن تاريخ الأردن مثل ” الأردن في أشعار العرب “, ” نوابغ الأردن في العهد الإسلامي “, ” شرقي الأردن والعهد الفيصلي “، “مصادر ومراجع عن الثورة العربية الكبرى “، “تاريخ السلط والبلقاء”، و” عمان تاريخ وحضارة”، و” إربد المدينة تاريخ وحضارة وآثار”، و” مصادر ومراجع عن الأردن”، و”مذكرات سليمان عريضة”، و” الأكراد الأردنيون ودورهم في بناء الأردن الحديث”، و”معجم أعلام الكرد”،و “عائشة الباعونية”، وفي عام 1995 منحته وزارة الثقافة الأردنية ” جائزة الدولة التشجيعية في تاريخ الأردن الحديث” تقديراً لجهوده في هذا المجال .
ولا ننسى دور الأستاذ عبد الرحمن الكردي الذي أسّس أول دار للنشر في الأردن في فترة الخمسينيات من القرن العشرين، وقام بنشر الكتب الجادة لكتاب محليين وعرب لأول مرة، وأصدر مجلة ” الأردن الجديد ” الأسبوعية في عمان سنة 1950. ومن كتبه ” وادي الأردن وامتيازاته ” 1949م، وكتاب ” الحب بعد الموت كاملا ً” .
وفي المجال الديني هناك الشيخ محمد سعيد الكردي الذي أخذ على عاتقه نشر الطريقة الصوفية الشاذلية في شمالي الأردن، وأسس لهذا الغرض العديد من المساجد والزوايا في إربد وعمان والصريح، وصنف وحقق الكثير من المصنفات التي تخص الطريقة الصوفية.
وبرزت أسماء معروفة في المجال الإعلامي والفني والمسرحي مثل إبراهيم خليل الكردي، الذي ألف وأخرج العديد من المسرحيات الهادفة، ومثلت على مسارح إربد وعمان. وبرز اسم زياد الكردي كمخرج للعديد من المسلسلات التلفزيونية، والوجه التلفزيوني والصوت الإذاعي إيمان ظاظا مقدمة ومعدة البرامج المختلفة، والإذاعي المعروف الأستاذ خلدون الكردي، والمذيعة داما الكردي.
وفي المجال الاجتماعي، فقد جرت مصاهرات كثيرة بين الجانب الكردي والأردني، وحسبنا أن نشير في هذا المجال إلى السيدة منيفة بنت بابان الكردي زوجة شاعر الأردن الكبير مصطفى وهبي التل، التي أنجبت للأردنيين أعظم رجالهم وهو دولة المرحوم وصفي التل رئيس الوزراء المعروف بمواقفه الوطنية والقومية.
ولكرد الأردن اليوم جمعية خيرية اجتماعية تحمل اسم ” جمعية صلاح الدين الأيوبي، وتقع في منطقة ( تلاع العلي) في إحدى مناطق عمان الراقية.
أكراد المهجر يفتخرون بفوز المغرب يتقدم الاتحاد العالمي لأكراد المهجر بالتهنئة إلى جلالة الملك محمد السادس والشعب المغربي على الفوز العظيم الذي حققه منتخب…
المزيدأكراد الأردن وأسماء عشائرهم – عمان: تقيم فيها العائلات والعشائر التالية : سيدو الكردي, وانلي, ظاظا, الكردي, البرازي, زركلي, كرد علي, بابان, جمعة الأيوبي, بدر خان,…
المزيدالأكراد الأردنيون ودورهم في بناء الأردن الحديث يوجد في الأردن اليوم أقلية كردية يقدر عددها بحوالي ثلاثين ألفاً، وهذا الرقم يشمل كرد الأردن الذين استقروا…
المزيد